عكف على كتاب "النحو العربي المبرمج للتعليم الذاتي" ثلاثة أساتذة ينتسبون إلى معهد اللغة العربية بجامعة الملك سعود بالرياض، هم د. محمود إسماعيل صيني، ودفع الله أحمد صالح، ومحمد الرفاعي الشيخ، وتشخِّص مقدمة هذا الكتاب قضية ضعف اللغة العربية في العبارة التالية: "إن الناظر المتفحِّص لوضع اللغة العربية ليجد أن أهلها كثيرًا ما يتجنون عليها في كل ما يكتبون وينطقون، فلا تجد هؤلاء الكثرة يكتبون أو يتكلمون إلا ويُلحنون, ويرى علماء اللغة من العرب بأن مرد ذلك إلى أمور كثيرة منها الإهمال، ومنها الجهل، وقلة المراجع العامة التي تخدم غير المتخصصين، وكذلك عدم تعوّد كثير من العرب على مراجعة كتب النحو والمعاجم لتدقيق ما يكتبون".
وقد جاء كتاب "النحو العربي المبرمج للتعليم الذاتي" ليشارك مشاركة عملية وفعَّالة في مداواة جراح لغتنا في العصر الحديث، بإعداد طريقة يعتمد فيها الدارس على نفسه عند دراسته عن طريق اختيار قواعد اللغة العربية الأكثر ورودًا على الألسنة وإلصاقها بلغة الاستعمال اليومي الفصيح، ثم محاولة تجميع عناصرها، ثم تجزئة تلك القواعد إلى لقيمات سائغة تقدم للدارس لقمةً لقمةً في إطارات التعليم المبرمج.
وقد قام المؤلفون بالتثبت من تحقيق الكتاب للأهداف السلوكية المرجوة منه، ولاحظوا أن معظم الطلاب وجدوا أن المادة سهلة ومناسبة لهم وتلبِّي حاجاتهم، وأن قلة من الطلاب استفسرت عن مضمون بعض الإطارات، وأن بعض الطلاب رأوا أن هذا الكتاب يساعدهم كثيرًا في مواصلة دراستهم للغة العربية، فضلا عن إعجاب كثيرين منهم بمادة الكتاب وبساطة عرضها، وطلبوا الحصول على نسخ منه.
وإذا كان كتاب مثل هذا قد أثبت بالطريقة العملية فعاليته في تدريس اللغة العربية، أو في تدريس النحو العربي، وقد لمستُ هذا بنفسي عند إبحاري إلى متنه ومواده وإطاراته التي بلغت 654 إطارًا شملت معظم قواعد النحو العربي بطريقة يسيرة وشائقة، فالسؤال إذن لماذا لا تعمَّم دراسة هذا الكتاب على تلاميذ المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية، ولماذا لم يتوفر لدى المكتبات أو محال بيع الكتب بحيث يكون في متناول يد مَن يطلبه؟
إن عدم توفر نسخ من هذا الكتاب في سوق الكتاب يعني عدم وصوله إلى قطاعات عريضة من المستهدفين بتأليفه، ويعني أيضا غياب ذكره عند حديثنا عن قضية مثل ضعف اللغة العربية في مدارسنا وجامعاتنا.
وهناك نقطة أخيرة ينبغي الإشارة إليها، وتتعلق بإمكانية إدخال واسترجاع مواد هذا الكتاب بأجهزة الحاسب الآلي. فقد لاحظت أن الكتاب تم تأليفه بطريقة تجعله أقرب ما يكون إلى الاستخدام الآلي المبرمج بحيث إذا أردنا استرجاع أو استدعاء معلومة ما، فما علينا سوى كتابة رمز هذا الاسترجاع أو الاستدعاء لنجد ما نريد ظاهرًا على شاشة العرض، وربما لهذا السبب سُمّي الكتاب باسم "النحو العربي المبرمج".
التعليقات