الشيخ "بن عثيمين"، هو وأحد من أكبر علماء المسلمين، في المملكة العربية السعودية، وله اسهمات ومؤلفات كبيرة في العلوم الدينية والشرعية، اسمه بالكامل عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي.
ولد الشيخ زي النهارده، 29 مارس عام 1929، الموافق ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، في مدينة عنيزة بالمملكة العربية السعودية.
نشأ الشيخ بن عثيمين، في أسرة متوسطة الحال، فكان يعمل والده بالتجارة، تلقي الشيخ تعليمه الأول، علي يد جده لأمه، واسمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ، ثم تعلم الكتابة القراءة، وتمكن من حفظ القرآن، وهو في سن صغير، ومختصرات المتون في الحديث والفقه، ودرس النحو.
انضم بعد ذلك لمجلس عبد الرحمن بن ناصر السعدي، فدرس التفسير، والحديث، وأصول الفقه، فكان الشيخ السعدي، معلمه الأول، وتأثر بشدة بمنهجه العلمي.
التحق بعد ذلك الشيخ بن عثيمين، بالمعهد العلمي بالرياض، ودرس به لمدة عامين، وتلقي العلوم الشرعية، علي يد الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وعبد الرحمن الإفريقي، وعبد العزيز بن ناصر بن رشيد.
وبعد تخرجه من المعهد العلمي، تابع الشيخ بن عثيمين دراسته الجامعية انتساباً، وحصل على الشهادة الجامعية، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وقد كان أحد المشاركين الأساسيين في إذاعة القرآن الكريم السعودية، وخاصة في برنامج نور على الدرب.
عين الشيخ "ابن عثيمين" مدرسا في المعهد العلمي بعنيزة، وعندما توفي شيخه عبدالرحمن السعدي، تولى بعده إمامة المسجد بالجامع الكبير في عنيزة والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع واستمر مدرسا بالمعهد العلمي في عنيزة.
شارك في آخر هذه الفترة، في عضوية لجنة الخطط ومناهج المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وألف بعض المناهج الدراسية كما عمل أستاذًا بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم بكلية الشريعة وأصول الدين.
ودرّس الشيخ في المسجد الحرام والمسجد النبوي، خلال مواسم الحج وشهر رمضان والعطل الصيفية، وكان يتولى رئاسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة منذ تأسيسها، وكان عضوا في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما كان عضوا في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع الجامعة بالقصيم.
تولي الشيخ "ابن عثيمين" رئاسة قسم العقيدة بجامعة القصيم، وعضوية هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، وكان يعقد اللقاءات المنتظمة الأسبوعية، مع قضاة منطقة القصيم وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرفي عنيزة ومع خطباء مدينة عنيزة، وأعضاء مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم، هذا بالإضافة للقاءات العامة، مثل اللقاء الأسبوعي في منزله، والشهري في مسجده، وفاز بجائزة الملك فيصل وقد ترك خلفه الكثير من المؤلفات.
كان الشيخ يعالج من الالتهاب الرئوي، ومرض السرطان، وفي أخر ليلتين زاد عليه المرض، وفي يوم وفاته دخل في غيبوبة بعد الظهر وحتي الساعة السادسة مساء، وأعلنت وفاته قبل مغرب يوم الأربعاء، سنة 1421 هجريًا، وصلى على الشيخ في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس ، وشيعه الآلاف مشاهد عظيمة، ثم صلى عليه من الغد بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب في جميع مدن المملكة، وفي عدد من الأمصار العربية والإسلامية.
التعليقات