من أغرب التحاليل التي رأيتها في حياتي، وربما في كل قراءاتي للتاريخ. حدثت اثنتان في عالمنا هذا.
أولاً، قلب الحقيقة إلى شائعة أو كذب، والفضل في ذلك يعود إلى الادمان المتوحش على وسائل "الخراب" الاجتماعي والذي أدى بنا إليه. أصبحت الشائعة الآن أصدق من أي حقيقة مثبتة! العقل الإنساني على صفحات "الخراب" الاجتماعي يرفض بشدة وبعنف أي حقيقة. الناس أصبحوا مدمنين على الشائعة والكذب!
ثانياً، عندما يفكر أي شخص في بلدنا العربي، فقط بالتفكير في "حقوق الإنسان" مثلاً، تحدث ضجة في العالم وتنهال عليه العقوبات، وتنهار كل تحليلاته الاقتصادية فجأة، وتصبح ليلته سوداء! لكن عندما تقوم دولة عظمى بإغلاق اقتصاد دولة أخرى في ليلة وضحاها، وتستولي على مشاريعها وأموالها في أراضيها وفي أراضي حلفائها في جميع أنحاء العالم، ينضم العالم إليها ويدعمها بشكل طبيعي جدًا. سؤال بسيط، هل يمكن لأي "مستثمر في العالم" أن يثق بأنه يستثمر في تلك الدولة بعد أن قامت الدولة العظمى بهذا العمل مع "مستثمر أجنبي" بدون سبب أو بسبب ما؟ هل هذا شيء طبيعي؟
هل لا توجد تقييمات من منظمات اقتصادية عالمية تندد بالمنع والعقوبات واستيلاء حقوق المستثمر الأجنبي؟ مثل فيتش وموديز وستاندر آند بورز وغيرها؟ هل لا توجد "حقوق إنسان"؟
أها، نعم، صحيح... العالم كله يستعين بالصمت تجاه هيروشيما والبوسنة والهرسك والعراق وليبيا وسوريا واليمن ولبنان، والتجمع في هيروشيما حيث يعقدون اجتماعهم اليوم! والمسلسل مستمر.
كان هناك مذيع أمريكي مشهور في بداية الثمانينات قال: "كانوا يحكمون على المثليين بالإعدام، ثم بعد سنوات أصبحوا يحكمون عليهم بالجلد والسجن، ثم بعد سنوات أخرى أصبحوا يحكمون عليهم بغرامة مالية فقط ويسبونهم". وفي نهاية حديثه قال: "أنا خائف فقط أن يصبح المثلية إجبارية بعد عدة سنوات من الآن".
وها نحن اليوم في عام 2023، يطالب معظم الدول الغربية بـ"حقوق الإنسان" وحقوق "المثليين"، في حين يعاقبون اللاعب مصطفى محمد رغم حقه الشرعي والإنساني في رفضه ذلك كما تنص حقوق الإنسان! يرفض أن يرتدي قميصًا به شعار يؤيد المثليين!!
عذرًا، أنا آسف لكم، والله أنا فقط أصبحت متلخبطًا بعد قراءة هذه التحاليل. واضح أنني كنت أمسكها بالمشقلب!
التعليقات