احترام الذات هو مفهوم أساسي في عملية بناء الثقة بالنفس والتواصل الصحيح مع الآخرين. إذا قبلنا عيوبنا الخِلْقية التي لا تضر غيرنا، فإننا نقدر وبشدة جوانبنا الفريدة التي تميزنا عن الآخرين. لو اعتبرناها سمه من سماتنا الشخصية.
منذ القدم آمنت بالمثل القائل..(أحبب عيبك الناس تحبه).. ومن تلك اللحظة، وأنا لا أرى أي عيوب لنفسي إلا أقنعتها أنها إحدى المميزات التي أتفرد بها... وطالما سعيت جاهدة لزراعة هذا المبدأ لمن عانوا ويعانوا حولي من عيوب طالما تسببت لهم بها أعين الناس وألسنتهم بالأذى.. فالبشر لا يكفوا عن التنمر.. ولن يكفوا.. ولكن نظراتنا نحن لأنفسنا واحترامنا لذواتنا وتقديرها هو اكبر حائط منيع أمام كل تلك الألسنة والأعين.
هذا التقدير للذات يسهم في بناء صورة إيجابية عن أنفسنا، ويؤثر إلى حد بعيد على طريقة تعاملنا مع الحياة ومع الآخرين.
عندما نقبل عيوبنا الخلقية، مثل ملامح وجهنا أو بنية جسمنا، فإننا نظهر للعالم أننا نفهم أن الكمال ليس مطلقًا، وأن التنوع والاختلاف هو ما يجعلنا جميعًا فريدين وجميلين بطريقتنا الخاصة. إنه تعبير عن امتناننا لما نحمله من ملامح وصفات فريدة تعبر عن هويتنا.
علاوة على ذلك، احترام الذات لا يعني عدم السعي للتحسين والتطوير. فقد يكون هناك جوانب من حياتنا يمكن تطويرها أو تغييرها من أجل تحسين نوعية حياتنا وسعادتنا. إذا كانت هناك عادات سلبية أو تصرفات تؤثر سلبًا في حياتنا، فمن الحكمة أن نعمل على تغييرها بطرق إيجابية. هذا لا يتعارض مع احترام الذات، بل يعبر عن الرغبة في النمو والتطور.
مهمة أخرى لاحترام الذات هي التعامل مع أخطائنا وفشلنا بإيجابية. فقد نقع في أخطاء أو نواجه صعوبات في مجموعة متنوعة من المواقف.
القدرة على قبول هذه الأخطاء والتعلم منها تعكس روح النضج والتطور الشخصي. بدلاً من الانغماس في الشعور بالذنب أو الانكسار، فيمكننا استغلال هذه الفرص لتحسين أنفسنا وتجنب الأخطاء المماثلة في المستقبل.
بوجهٍ عام، احترام الذات يمثل توازنًا مهمًا بين قبول من نحن وتقديرنا لجوانبنا الإيجابية والسلبية، وبين السعي للنمو والتطور. إنه رحلة مستمرة تحتاج إلى وعي وجهد دائمين لبناء علاقة صحية مع أنفسنا، ومع العالم من حولنا.
التعليقات